كما نعلم جميعا ان الطفل صفحة بيضاء يكتب عليها الاباء سطور حياتهم اليومية وعاداتهم وفكرهم فالطفل يتعلم ما يعيشه ويجسد ما تعلمه افعالا سلوكية بلورتها وزرعتها الاسرة ويقطفها الفرد الذي هو ابن الاسرة والمجتمع .و على هذا الاساس فان الطفل يتعلم كما
يعيش في موضوعنا هذا سوف نذكر بعض الامثلة المتعلقة بمعيشة الطفل .
1- حينما يعيش الطفل الانتقاد :
يتعلم الإدانة والاتهام، مثل استخدام أحد الآباء كلمات سيئة عندما يقول لابنه أنت ثرثار ومهمل، فينتج عنه تطبيق ما يقوله الأب بحذافيره فيصبح مهملا وثرثارا، حتى وإن لم تكن به هذه الصفة، فيتعلم الإدانه واتهام الآخرين بسلوك ليس فيهم.
2- حينما يعيش الطفل العداء :
يتعلم العنف، فحينما يضرب الطفل وتساء معاملته، فإنه يتعلم العنف والضرب والتخريب، ونشاهد هذا المثال حيا في المدارس عندما نجد أطفالنا يقومون بتخريب الكراسي والنوافذ والأدراج والمرافق العامة فإنها تعكس ما يعيشونه وما يشعرون به من عداء.
3- حينما يعيش الطفل السخرية :
يتعلم الخجل، فنحن نسخر من أطفالنا بسبب تصرف قاموا به كتقليد الخطباء أو المذيعين أو المغنين بشكل تلقائي في بعض الأحيان، ولا ندري بأنهم سيعيشون الخجل مدى حياتهم… ويحضرني في مجال السخرية عندما مرت بي موقف تلك الفتاة التي كانت تتكلم بتأتأة مُلاحظة جدا عندما تخجل، فسألت والدتها عن السبب، فقالت بأنها عندما كانت صغيرة قلدت إحدى الفنانات فضربها والدها أمام الناس لأن تقليدها للفنانات حرام، والنتيجة تأتأة وخجل وشخصية مهزوزة تعيشها طوال حياتها.
4- حينما يعيش الطفل الشعور بالإثم :
يتعلم الشعور بالذنب، وكمثال أتذكر ذلك المراهق ذا الأربعة عشر ربيعا والذي يعاني تأنيب الضمير والشعور بالذنب والسبب في ذلك هو أنه وبسبب إهمال والديه تعرض لذلك الموقف الذي أشعره بالإثم، حيث كان يلعب مع أخته الصغيرة ذات السبعة أعوام بعلبة الكبريت، ومن دون قصد منه تسبب في إحراقها وأحداث حروقا بليغة جعلتها مشوهة مدى الحياة، فتعلم هذا المراهق المسكين أن يتذوق ويعيش كل يوم الشعور بالذنب.
5- حينما يعيش الطفل التسامح :
يتعلم الصبر، وفي هذه الجملة الكثير من الأمثلة وإليكم أحدها: تم شتم أحد الأطفال الصغار في الملاهي، فأتى مشتكيا لأمه التي قالت له «الله يسامح من شتمك» فتعلم الطفل التسامح والصبر على من يسيء له، ولكن في حدود بالطبع.
7- حينما يعيش الطفل التشجيع :
يتعلم الثقة بالنفس… أنت عندك القدرة على النجارة لأنك بارع فيها، ما شاء الله على رسمك ستصبح رساما في يوم ما، أنت موهوب في ادخار المال وستصبح محاسبا بارعا في يوم ما، فيتعلم الطفل الثقة بالنفس وحسن التصرف والشخصية القيادية التي نحتاجها في المجتمع، وهو أفضل بكثير من أن نقول له اسكت، أو عدم مناداته باسمه، أو لا تتحرك، أو أي كلمة تؤدي إلى إحباطه وزعزة ثقته بنفسه.
8- حينما يعيش الطفل المديح :
يتعلم التقدير والإعجاب، أنت مميز، أنت مبدع، أنت جميل، أنت فارس، فنرى عندها تلك الشخصية المقدرة لذاتها، والمعجبه بعملها، والتي تعطي الكثير لوطنها.
9- حينما يعيش الطفل المساواة:
يتعلم العدالة، وهذا ما تطالب به جميع المنظمات التي تحمي حقوق الطفل، وإنني لا أريد أن أسترسل في هذه الجملة المؤلمة، لأننا لا نرى حقوق الطفل ولا حقوق المواطن بالشكل الصحيح والمرضي لدى بعض الجهات.
10- حينما يعيش الطفل الأمن :
يتعلم الاستقرار والسلام، فنلاحظ في الكثير من دول العالم التي تعاني الاضطرابات، يتعلم أبناؤها صفات عدوانية وإجرامية لا تمد للأمن بصلة حتى وإن غيروا مكانهم، فأحداث دوار 19 بمدينة حمد هي خير مثال لذلك.
لنأخذ هذه الجمل ولنفهم معانيها ولنطبقها على أبنائنا، ففي يوم ما سنجني ما صنعته أيدينا على أبنائنا.
بذلك نصل الى ختام موضوعنا ، نتمنى أن ينال اعجابكم و ان كان لديكم اضافات ، ردود أو استفسارات نتمنى لو تشاركونا بها من خلال الردود .